عندما تدخل طائفة من النحل في مكان جديد، أول ما تبادر به هو صناعة تلك الخلايا المتراصة لتكوين ما يسمى بقرص العسل. عند تأملنا في الخلايا المكونة لقرص العسل، أول ما يتبادر لأذهاننا هو مدى الطبيعة الهندسية التي تتميز بها النحلة ومدى قدرتها على رسم الأبعاد الهندسية وتشكيل الخلايا بتلك الدقة.
هل وجدت النحلة حلا للمسألة التالية؟:
- ابن في مساحة من اختيارك أكبر عدد ممكن من الخلايا باستعمال أقل قدر ممكن من المادة.
من باب العلم بالشيء، في بداية إنشاءها تأخذ الخلايا شكلا دائريا ثم يتطور الشكل إلى سداسي تحت الضغط، راقبوا الخلايا الطبيعية في بداية إنشاءها.
بشأن الدقة وأبعاد الخلايا REAUMUR عالم الطبيعة والفيزيائي الفرنسي طرح السؤال التالي على KÖING عالم الرياضيات وأستاذ الفلسفة وقانون الطبيعة :
- بين جميع الخلايا السداسية ذات القاع الهرمي والمكونة من معينات مماثلة ومتساوية، حدد أيها يمكن بناءها باستعمال أقل قدر ممكن من المادة؟ انتهى السؤال..
KÖING بحسابات دقيقة ولا متناهية يصل إلى النتيجة التالية:
لا بد أن تكون الزاوية المنفرجة بالأبعاد التالية: 109 درجة و 26 دقيقة.، والزاوية الحادة بالأبعاد التالية: 70 درجة و 34 دقيقة.
انتهى جواب KÖING .
REAUMUR يعرف أن الأبعاد التي تعتمدها النحلة تختلف عن جواب KÖING ب 2 دقيقة لكل زاوية غير أنه أقنع نفسه بأن النحلة "على كل حال" وجدت حلا ولو تقريبيا للمسألة معتبرا أن 2 دقيقة فرقا غير ذي أهمية. وطوي الملف.
لعقود طويلة، تم اعتماد معادلة KÖING دون مراجعتها من طرف أي كان لأنه لا يمكن الشك في دقة معلم مثل KÖING.
وبينما كان العلماء يعتمدون ويحترمون ما جاء في معادلة زميلهم وأستاذهم KÖING بشكل بديهي واعتبار المعادلة من مسلمات ثمار بحوثه، واصلت النحلة أكبر مهندس معماري عرفته البشرية عملها باعتماد أبعاد زوايا كالتالي:
109 درجة و 28 دقيقة للزاوية المنفرجة و 70 درجة و 32 دقيقة للزاوية الحادة. ولم تعدل نظريتها على اكتشاف KÖING.
بعد زمن طويل جاء تفسير الاختلاف بين KÖING والنحلة. كان ذلك بعد تحطم سفينة ونجاة ربانها وطاقمه وبالبحث في أسباب الكارثة اتضح أن الجداول اللوقاريتمية التي استعملها الربان لتحديد خط الطول تحتوي على خطأ والنتيجة، تقدير خاطئ لمسار السفينة ينتهي بتحطمها.
الجداول اللوقاريتمية... هي نفسها التي استعملها KÖING لحل المسألة التي طرحها عليه REAUMUR ...
بعد تصحيح الخطأ اتضح أن جداول النحلة أدق وأدق .. لأن الزوايا النظرية الصحيحة هي تلك التي تعتمدها النحلة في بناء خلايا العسل.
النحلة إذن هي أول من وجد حلا للمشكلة ونحن صدقا ندين لها باعتذار ....
محسن لافي
0 التعليقات:
إرسال تعليق