ولادة البقرة ليست مجرد خروج العجل من رحم أمه، بل تتمثل في مجموعة أحداث متتالية تبدأ قبل ولادة العجل ولا تنتهي بولادته. فبعد خروج العجل من رحم أمه تتبعه الأغشية الجنينية خلال ساعات. وتعطي عملية الولادة إشارة الانطلاق لعملية الرضاعة لتغذية العجل الصغير وتضع حدا أو نهاية لمرحلة الحمل.
تدوم فترة حمل البقرة 9 أشهر لا ينمو خلالها الجنين بنفس النسق بل الجزء الأكبر من النمو ينحصر في فترة الثلاثة أشهر الأخيرة وبصفة أدق خلال المدة (بين اليوم 190 و 282 ) حيث يتطور وزن العجل خلال هذه الفترة من 4 كلغ تتمثل في الوزن الذي اكتسبه خلال 189 يوما إلى حوالي 40 كلغ في فترة الثلاثة أشهر الأخيرة، أي أن العجل يكتسب وزنا إضافيا بحوالي 35 كلغ خلال 90 يوما. ترتفع احتياجات البقرة خلال فترة الحمل ككل ولكن احتياجاتها تزداد ارتفعا في الثلث الأخير من هذه الفترة. خلال الثلث الأخير من فترة الحمل يحافظ جسم البقرة بشكل متواصل على بلوغ هدفين متناقضين وهما:
توفير مواد لبناء جسم الجنين لبلوغ حوالي 35 كلغ من الوزن خلال هذه الفترة الوجيزة (ثلاثة أشهر).
زيادة وزن العجل تعني زيادة في حجمه، زيادة حجم العجل تعني نقصا في الفضاء الخاص بالأغذية. إذا، كأننا نطلب من الحيوان أن يأكل قدر قليل من الأغذية (بحكم النقص في حجم الفضاء المخصص للأغذية ) وبالمقابل نطلب من الحيوان توفير المزيد من الطاقة ومواد بناء جسم العجل خلال فترة وجيزة، وهو ما يشكل أهدافا متناقضة نوعا ما. بما معناه أن البقرة مطالبة بأن تأكل أكثر وتستعمل فضاء للأغذية أقل من المعتاد، مما يسبب للحيوان نوع من الاضطراب والحساسية وقد يعرضه لبعض مشاكل التغذية وحتى التعرض لبعض الحوادث الصحية العرضية ( تعفنات، ارتباك وغيره ..).
المطلوب إذا من مربي الأبقار مزيدا من الحذر خلال هذه الفترة (أي 90 يوما الأخيرة) وتحسين مكونات العليقة بما يتلاءم والوضع العام للبقرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق