تقع ولاية تطاوين في أقصى جنوب البلاد وتعتبر أكبر ولايات الجمهورية من حيث المساحة التي تمثل حوالي ربع مساحة التراب الوطني. تتميز تضاريس الولاية بتنوعها حيث تشقها في الوسط من الجنوب في اتجاه الشمال سلسلة جبال وتلال وروابي تصل أعلى قمة بها إلى 634 متر بجبل غار الجاني. المنطقة الشرقية لهذه السلسلة من الجبال تمثل سهلي الجفارة والواعرة أما المنطقة الغربية فتمثل منبسط الظاهر والعرق الشرقي الكبير المتكون من الكثبان الرملية الكبرى المكونة للجزء الشمالي للصحراء الكبرى الإفريقية.
يغلب على الجهة الطابع الصحراوي حيث تتميز بحكم موقعها بجفاف شبه عام وحرارة مرتفعة جدا خلال فصل الصيف ( تتراوح بين 35 و 42 مئوية) وهو ما جعل الأنشطة الفلاحية تتميز بالبساطة لارتباطها بالأمطار والجهود المبذولة لتعبئة الموارد المائية.كما أن المناخ الجاف وعدم انتظام نزول الأمطار وندرتها ( أقل من 150 مم سنويا) وهشاشة الأراضي والغطاء النباتي مثلت مجموعة عوامل أثرت سلبا في الوصعية البيئية للجهة وجعلتها حساسة جدا لتدخل الإنسان. لكن متطلبات توسيع الأنشطة الفلاحية دفعت إلى استغلال الأراضي الهشة والاستغلال المفرط للمراعي مما أدى إلى تقهقر المجموعات النادرة من الشجيرات الطبيعية التي تعيش بصعوبة.
بحكم طبيعة الولاية الجغرافية وظروفها الطبيعية فإن أغلب السكان يتواجدون بكثافة عالية في أقصى شمال الولاية وهي المنطقة الأكثر ملائمة للعيش وتحديدا الجهة الواقعة بين الشمال الشرقي للولاية حيث الكثافات السكانية المرتفعة. هذا ويتميز سكان ولاية تطاوين بتقاليد قديمة في الهجرة سواء خارج البلاد أو داخلها.
تتميز الولاية باحتوائها على أقدم وأهم حقل لاستخراج البترول بالبلاد يقع بمنطقة البرمة. في ما عدى ذلك فإن الأنشطة الاقتصادية بالولاية تعتمد على القطاع الفلاحي بالرغم من انخفاض عدد السكان العاملين به. وتعتبر تربية الحيوانات على مساحات شاسعة من الأراضي الرعوية من أهم الأنشطة الزراعية بالجهة ويمكن القول أنه القطاع الزراعي الوحيد الذي يحقق مداخيل للعديد من السكان بالجهة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق