...

روابط قد تهمك



مائدة جبل يوغرطة بالكاف
تقع ولاية الكاف في الشمال الغربي للبلاد على الحدود الجزائرية وتنتمي إلى منطقة التل العلوي وتمثّل مساحتها نسبة 3 بالمائة من المساحة الجملية للبلاد التونسية. تتميز معظم تضاريسها بالسلاسل الجبلية التي يبلغ معدّل ارتفاعها 700 متر ويمكن أن يصل الارتفاع الى 1045 متر بجبل هرابة غرب الولاية. كما تعبرها شبكة هامة من الأودية أهمها واد ملاق، وتعتبر الجهة ثرية بمواردها المائية السطحية حيث تضم عدد هام من البحيرات الجبلية والسدود التلية إلى جانب السدود الكبرى كسد ملاق.
تتميز ولاية الكاف بمناخ شبه جاف عموما ويكون أكثر جفافا في الجهة الغربية والجهة الجنوبية الغربية للولاية ويتراوح المعدّل السنوي للأمطار بين 400 و 500 مم ويمكن أن يتجاوز ال1000 مم بالمرتفعات الشمالية. كما تتميّز الكاف بالتساقطات الثلجية خلال فصل الشتاء. أما معدل درجات الحرارة فيتراوح بين 7 و 9 درجات مئوية في فصل الشتاء وبين 25 و 27 درجة مئوية في فصل الصيف.
يتوزع السكان بصفة متوازنة نسبيا على كافة مناطق الولاية. وينقسم سكان ولاية الكاف تقريبا بالتساوي بين حضر وريف حيث تبلغ نسبة سكان الأرياف 50.3 بالمائة وتعتبر هذه النسبة عالية مقارنة بالمعدّل على المستوى الوطني الذي يبلغ 35 بالمائة.
تعتمد الأنشطة الاقتصادية بالأساس على القطاع الزراعي الذي يستوعب نسبة 25 بالمائة من مجموع السكان النشطين والمشتغلين بالجهة إذ تتميز الجهة بطابعها الزراعي حيث تعرف بالمساحات الزراعية الشاسعة والخصبة. وبالجهة العديد من البحيرات الجبلية والسدود والآبار والمناطق المروية. تتميز الأنشطة الزراعية بولاية الكاف بقطاع الحبوب وتربية الماشية " الماعز والبقر الحلوب" والتشجير الغابي والعلفي وانتاج المشاتل مما عزز موقع ولاية الكاف ومساهمتها الفاعلة في دعم الانتاج الفلاحي الوطني. أما بالنسبة للنشاط الصناعي فيرتكز بالخصوص على صناعة مواد البناء والصناعات الغذائية. كما تتميز جهة الكاف بمخزونها المنجمي من المواد المعدنية كالرصاص والزنك والتي يتم استخراجها من منجم بوقرين.
تتمتع ولاية الكاف بمشاهد طبيعية خلاّبة حيث تضم موقعا بيئيا هاما يتمثل في المحمية الطبيعية بجبل صيدين. كما تزخر الجهة بالعديد من المواقع الأثرية التي تشهد على الماضي والتاريخ المجيد للجهة مثل مدينة الكاف العتيقة. ويوجد جنوب الولاية معلم جيولوجي فريد من نوعه يعرف بطاولة يوغرطة ويتمثّل في جبل له قمة مسطّحة تمسح 80 هكتار ويقع على ارتفاع 1200 متر وهو في اعتقادنا أرضية لمشروع سياحي هام لا زال ينتظر مستثمرا شجاعا. كل هذا يبرز ثراء المخزون الطبيعي والثقافي للجهة والذي يمكن استغلاله لتنمية السياحة البيئية والثقافية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق