...

روابط قد تهمك



تقع ولاية باجة بالشمال الغربي للبلاد التونسية ولها شريط ساحلي يفتح على البحر المتوسط وتنتمي في أغلبها إلى منطقة سهل مجردة وتمثل مساحتها نسبة 2.3 بالمائة من المساحة الجملية للبلاد التونسية. تتكون تضاريس الولاية من سهول تمتد في وسطها وجنوبها ومن سلسلة من الكتل الجبلية ذات كثافة نباتية عالية يصل ارتفاعها إلى 600متر تنتشر على ساحلها الشمالي وتمثل هذه السلسة الجبلية الجزء الوسيط لمنطقة خمير ومقعد. كما تعبر سهول الولاية شبكة هامة من الأودية أهمها وادي مجردة حيث تعتبر الجهة ثرية بمواردها المائية السطحية اذ تضم عدد هام من البحيرات الجبلية والسدود التلية إلى جانب السدود الكبرى على غرار سد سيدي يالم الذي يمثل اهم سد بالبلاد.
تتميز ولاية باجة بمناخ رطب بشمالها حيث يتراوح معدل الأمطار بين 600 و 1200 مم الى شبه رطب بجنوبها مع تسجيل معدل إمطار يتراوح بين 350 و450 مم ويبلغ معدل درجات الحرارة 18 درجة مئوية. يتوزع السكان بصفة متوازنة نسبيا على كل المعتمديات مع تركيز أكثر بمدينة باجة. ونظرا لطابعها الفلاحي يلاحظ ارتفاع نسبة سكان الريف بهذه الولاية حيث تبلغ 60 بالمائة من جملة السكان وتعتبر هذه النسبة عالية بالمقارنة مع المعدل على المستوى الوطني الذي يبلغ 35 بالمائة.
تعتمد الأنشطة الاقتصادية بولاية باجة بالدرجة الأولى على القطاع الزراعي إذ تعتبر الجهة من أهم المناطق الفلاحية بالبلاد وذلك نظرا لمناخها الرطب وامتداد سهولها حول أحواض الوديان. تعرف جهة باجة منذ القدم بثراء وتنوع منتوجاتها الفلاحية حيث ترتكز الأنشطة الفلاحية بهذه الجهة على الزراعات الكبرى للحبوب وعلى فلاحة المناطق المروية وتربية الماشية. هذا ويستوعب القطاع الزراعي نسبة 40 بالمائة من مجموع السكان النشطين والمشتغلين، أما بالنسبة للنشاط الصناعي فهو يعتمد بالأساس على الصناعات الغذائية من أهمها معمل السكر ومطاحن الحبوب هذا بالإضافة إلى النشاط المنجمي لاستخراج الرصاص والزنك والحديد أما بالنسبة للقطاع السياحي فبالرغم من تعدد مواقعها الأثرية والتاريخية التي يمكن أن تمثل وجهة للسياحة الثقافية وقربها من المطار الدولي والميناء الترفيهي بطبرقة لا يزال النشاط السياحي محدودا نسبيا ويمكن أن يحقق قفزة نوعية مستقبلا من خلال السياحة البيئية.
تتميز جهة باجة بتنوع مشاهدها الطبيعية وبثراء معالمها الأثرية من أهمها مدينة دقة الأثرية التي تمتد على مساحة 70 هكتار وتحفظ بداخلها معالم تعود إلى العهود البونيقية والنوميدية والرومانية والبيزنطية مما جعل هذا الموقع يحظى بأهمية عالمية ويدرج لدى منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي. كما تتميز الجهة باحتوائها على موقع بيئي هام يتمثل في المحمية الطبيعية جبل خروفة التي تمتد على مساحة 125 هكتار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق