حسبما ورد في كتاب طبق ما تعرفه اتفقنا في مقال سابق بعنوان" نحن لا نطبق ما نعرفه ونؤمن به ونستمر في العناد" على أن العوائق التي تحول دون تطبيق ما نعرفه تتمثل في 3 نقاط أولها الكم الهائل من المعلومات.
لنتحدث عن العائق الأول وهو الكم الهائل من المعلومات. للحظة يدور في خلد كل منا أن هذا الكلام غير دقيق، لماذا، لأن ما تعلمناه في النظري أن " أكثر معلومات عن الشيء أكثر معرفة في التعامل معه". في الحقيقة كثرة المعلومات مشكلة... إليكم المثال ...
" هذا الكلام ورد حرفيا في كتاب طبق ما تعرفه" وقد ورد في شكل حوار بين الكاتب ومحدثه وهو رجل أعمال ناجح وترأس العديد من الشركات الناجحة، رجل الأعمال هذا يدعى فيل موري.
الكاتب:
// ..أنا أحب الجولف كثيرا، قررت أن أذهب لثلاثة أيام للمدرسة لأطور مهاراتي. حصلت على العكس، لقد تردى مستواي. نعم، فقد علموني الكثير. عندما رجعت إلى المنزل وحاولت أن ألعب، كنت سيئا في اللعب. لأني كنت أطور وأعمل على عدة أشياء في نفس الوقت، إلى أن فقدت السيطرة..//
فيل موري: لا ضير ولا عيب في في قراءة الكتب وحضور الندوات والمحاضرات تلك أدوات تعليم أساسية ونحن نحتاجها. المشكلة تأتي عندما ندخل أنفسنا في المعرفة الجديدة طوال الوقت دون التوقف لمحاولة دمج أو تطبيق ما نعرفه في تصرفاتنا وأفعالنا. وإذا استمرينا بهذه الطريقة، ستصبح فوضى في عقولنا... ذلك هو السبب وراء أن الكثير من الناس يغرقون في بحر المعلومات.
الكاتب:
إذا ماهي الإجابة:
فيل:
دعني أجيب عن سؤالك بسؤال، لماذا لا يغرق السمك عندما يسبح باستمرار في بيئته؟
الكاتب:
هل الأسماك أذكى منا؟
فيل:
"لا ليست كذلك، لكن لدى الأسماك نظام تحكم و مراقبة داخلي يجعلهم يأخذون فقط ما يحتاجون من الماء، لا شيء أكثر من ذلك، و هذا الذي نستطيع نحن بنو الإنسان أن نتبعه مع الكمّ المهول و الغير معقول من المعلومات و المعرفة التي نتلقاها اليوم.
الكاتب : إذا المسألة مسألة تركيز؟
فيل:
"أعتقد أنك على حق، يجب علينا أن نقرر ماذا نحتاج أن نتعلم لكي يساعدنا في تحسين الأداء، و من ثم نركز عليه بحماس شديد.
"رائع" قال الكاتب، "لي صديق، داني، التحق بمدرسة لتعليم الجولف، مختلفة تماماً عن المدرسة التي أتعلّم بها، و هو يلعب أفضل مني بكثير"
فيل:
"بالتأكيد، هذا هو الفرق بين المدرستين؟"
"بالضبط ما نتحدث عنه الآن " ردّ الكاتب، "الفرق هو التركيز . في أول يوم حللوا جميع أجزاء اللعبة عن طريق فيديو، و بعد ذلك اختاروا ثلاث أو أربع أهداف تعليمية له خلال وجوده في المدرسة، و لا يعلمونه أي شيء جديد قبل أن يتخرج!"
"يتخرج؟" قال فيل.
الكاتب: "لكي يتخرج من تعليم هدف معين، يجب عليه أن يحقق 10 ضربات. في كل ضربة، يجب عليه أن يخبر أحد مدرّبيه إن كان قد طبق ما علموه له أو لا . إن لم يكن قد طبق، يجب عليه أن يخبرهم كيف يجب عليه أن يصحح خطأه في الضربة القادمة"
فيل: "مثال ممتاز ! إنهم يتأكدون أن بإمكانه تطبيق ما علموه !
دانيل ويبستر، الذي أنشأ معجم ويبستر، قال إنه يفضل أن يتقن مجموعة كتب بشكل ممتاز، عن أن يقرأ كمية كبيرة من الكتب. المقصد من هذا الكلام، لإتقان شيء معين، يجب علينا أن نمضغه و نهضمه ببطء حتى يصبح جزء لا يتجزأ منا.
الكاتب: "أتوقع أن هذا أعلى شيء، لكن قد فهمت هذه النقطة التي تتحدث عنها. أنت مصرّ و مؤكد عليها، يبدو كأنه صديقنا التكرار المصاحب للزمن
"فيل: "بالتأكيد هو كذلك ، يقال أن إنجازك العقلي يتأثر بكمية قليلة من المعلومات المركزة و المكثفة المعادة والمكررة باستخدام تقنية التكرار المصاحب للزمن أفضل بكثير من قراءة عشرين كتاب مرة واحدة . إن عادة حضور محاضرة مرة واحدة أو قراءة كتاب لمرة واحدة عن طريق الاستقبال و الحصول على معلومات جديدة، يبني عادة النسيان فقط لا غير !! إننا ندرب أنفسنا لأن نتعلم و لا نطبق، فنحن نعمل العكس تماماً مما يجب علينا القيام به!"
قال الكاتب : " هل من الممكن أن تخبرني المزيد عن عادة النسيان؟ لدي قابلية لنسيان الكثير مما أقرأه أو أسمعه"
فيل: "عقل الإنسان، الجميع حتى عقلك و عقلي، باستمرار يعمل شيء واحد من اثنين، إما يتعلم شيء جديد أو ينسى !
إذا لم نهتم بشيء، قريباً ننساه . عندما نركز على شيء مع التكرار المصاحب للزمن، نتذكره!"
الكاتب: "هل يعني ذلك أن لا قيمة من حضور محاضرة مرة واحدة فقط؟"
فيل: "بالتأكيد هناك قيمة، لكن حضور نفس المحاضرة عدة مرات مع مذكرة و قلم سيكون أفضل من الحضور مرة واحدة .
إنها إحدى الطرق للهروب من عملية النسيان . و نفس الأمر يطبق على الكتب، اقرأه مرة بعد الأخرى، خطط و حدد واكتب النقاط و المفاهيم الأساسية، و بعد ذلك راجع ما تعلمته"
الكاتب: "إذا يبدو أنك لا تفعل نفس الشيء عندما تحضر محاضرة أوتقرأ كتابا للمرة الثانية أو الثالثة؟"
فيل: "طبعاً! في المرة الأولى التي أقرأ فيها كتابا أقرر أن أتعلم منه، فقط أقرأه مباشرة لآخذ فكرة عنه و عن طبيعته .المرة الثانية أقرأه و أخطط النقاط و المفاهيم الرئيسية و المهمة. المرة الثالثة قد أكتب ملاحظات . المرة الرابعة قد أختار أن أقرأه مع زميل يشجع التعليم . و من المهم أن نقوم بهذا بين فترة و أخرى . يجب علينا جميعاً أن نطوّر استراتيجياتنا الخاصة لنبقي على اهتمامنا فيما نريد أن نطبق و نفعل في حياتنا".
الكاتب: " هل هذا كله مهماً حقاً؟"
فيل: "لسوء الحظ، نعم، من خبرتي أقول هذا الكلام . للتفوق حقاً في مجال معين و إتقانه، يجب علينا أن نغرس أنفسنا في كمية مركزة من المعلومات عن أن نتعرض لكم هائل منها"
الكاتب: "و يجب علينا أن نفعل ذلك في استمرار كما سمعتك تقول".
فيل: "نعم، الناس يجب عليهم أن يتعلموا كمية قليلة من المعلومات بشكل كبير، عن أن يتعلموا كمية كبيرة من المعلومات بشكل قليل".
الكاتب: "تقصد، على سبيل المثال، بدل من قراءة كتب كثيرة، يجب على الناس أن يقرأو عدد قليل من الكتب مرات عديدة؟"
فيل: "نعم، التكرار المصاحب للزمن هو المفتاح، و الناس يجب أن يتعلموا كمية قليلة من المعلومات بشكل كبير، وليس كمية كبيرة من المعلومات بشكل قليل"
People should learn Less More and not More Less
كيف تأثر معرفة هذا الأمر على الطريقة التي تدرب بها الأفراد فيشركاتك؟" سأل الكاتب.
فيل: "لم لا تذهب إلى مكتبنا و تتحدث إلى دواين هاربر، مسؤول التدريب و التطوير، و تعرف كيف؟
انتهى..... أعيدوا قراءة هذا الكلام 6 مرات من فضلكم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق