ولاية سليانة

تقع ولاية سليانة بالوسط الغربي للبلاد التونسية وتتميز بشكلها الممتد من الشمال إلى الجنوب وتمثل تلاقيا لمجالين: التل العلوي في الشمال والظهرية التونسية في الجنوب كما تمثل مساحتها 2.9 بالمائة من المساحة الجملية للبلاد التونسية. بحكم موقعها بين التل العلوي والظهرية التونسية فإن تضاريس الجهة تتميز بتنوعها ووعورتها حيث الأراضي المفتوحة بوسط الولاية تتخللها هضاب وروابي وسفوح شديدة الانحدار وتعبرها شبكة كثيفة من الأودية،  وتوجد أهم الكتل الجبلية بالمنطقة الجنوبية للولاية "جبل السكارنة 1322 م أعلى قمة".

مناخ الولاية يغلب عليه العنصر القاري ويميل إلى شبه الجاف ويبرز ذلك بالدرجة الأولى من خلال الفارق بين درجات الحرارة القصوى والدنيا المسجلة حيث تتراوح معدلات درجات الحرارة بين 8 في الشتاء و27 في الصيف، أما المعدّل السنوي للأمطار بالولاية فيتراوح بين 400مم و 600مم ويصل الى 800مم بالمرتفعات الجبلية.

أما سكان الولاية فيتوزعون على كامل المعتمديات بصفة متوازنة نسبيا حيث تتميز ولاية سليانة بطابعها الريفي إذ تقدّر نسبة السكان بالأرياف ب 65 بالمائة من مجموع سكان الولاية وتعتبر هذه النسبة عالية مقارنة بالمعدّل على المستوى الوطني الذي يبلغ 35 بالمائة.

واعتبارا للطابع الريفي للجهة فإن القطاع الزراعي يمثّل النشاط الاقتصادي الرئيسي بالولاية نظرا لما يتميّز به من مخزون مائي هام ومن تربة خصبة. وترتكز الأنشطة الزراعية على زراعة المناطق المروية  وزراعة الحبوب والأشجار المثمرة والأعلاف إلى جانب تربية الماشية بالمناطق الجبلية. أما القطاع الصناعي فقد شهد بعض التطوّر كالصناعات الغذائية والمواد الإنشائية نظرا لما تزخر به الجهة من مواد أولية " المقاطع الحجرية". في ما يخص القطاع السياحي فلا يزال متواضعا رغم ثراء الجهة بالمواقع الطبيعية والأثرية على غرار مدينة مكثر التاريخية.

تتمتع ولاية سليانة بمشاهد طبيعية خلابة على غرار منطقة سد لخماس كما تتمبّز باحتوائها على موقع ايكولوجي بارز يتمثّل في المحمية الطبيعية بجبل السرج.