تقع ولاية سوسة على الشريط الساحلي الشرقي للبلاد التونسية حيث تنتمي إلي منطقة السباسب السفلى وتمثل مساحتها 1.7 بالمائة من المساحة الجملية للبلاد. تتميز تضاريسها بسهول شاسعة تمتد على معظم مناطق الولاية ولا يتجاوز ارتفاعها 75 مترا. وتتخلل هذه السهول منخفضات رطبة مغلقة تتمثل في السباخ والتي من أهمها سبخة سيدي الهاني في الجنوب و سبخة الكلبية في الغرب وسبخة حلق المنزل في الشرق. أما على حدودها الشمالية الشرقية فتتواجد مرتفعات جبلية يصل ارتفاعها إلى 500 متر بجبل مذكر.
تتميز ولاية سوسة بمناخ متوسطي شبه جاف ذو شتاء معتدل وصيف حار نسبيا حيث يتراوح معدل درجات الحرارة بين 12 و 18 درجة مئوية بالشتاء وبين 19 و 38 درجة مئوية بالصيف. أما المعدل السنوي للأمطار فيتراوح بين 170 و540 مم حسب مناطق الولاية حيث يرتفع معدل الأمطار من الجنوب إلى الشمال وينخفض من الساحل إلى المناطق الداخلية.
أما السكان فيتوزعون على تراب الولاية بصفة متفاوتة حيث يتواجد أكثر من 70 بالمائة منهم على الشريط الساحلي وبالخصوص حول مدينة سوسة وأحوازها. كما تتميز ولاية سوسة بطابعها الحضري حيث تبلغ نسبة التحضر 80 بالمائة وهي نسبة أعلى من المستوى الوطني الذي يبلغ 65 بالمائة.
تحتل جهة سوسة مكانة مركزية في منطقة الساحل إذ تمثل عاصمة الساحل وتسمى بجوهرة الساحل وهذا الموقع أهلها لتستقطب أنشطة اقتصادية متنوعة تعتمد بالخصوص على الصناعة والسياحة والخدمات. فالقطاع الصناعي بالولاية يحتل المرتبة الثالثة على المستوى الوطني من حيث الحجم و يستوعب حوالي 40 بالمائة من مجموع السكان النشطين والمشتغلين بالولاية. وتتمثل الأنشطة الصناعية أساسا في الصناعات الغذائية وصناعة النسيج والملابس والجلود إلى جانب الصناعات الميكانيكية والكهربائية الخاصة بوسائل النقل. أما بالنسبة للقطاع السياحي فإن ولاية سوسة تعتبر إحدى أبرز الأقطاب السياحية في البلاد ووجهة متميزة للسياحة الشاطئية وتظم منشآت سياحية متطورة من أهمها الميناء الترفيهي بالقنطاوي. فيما يخص القطاع الفلاحي فينحصر بالأساس في غراسة الزياتين التي تمتد على مساحة هامة من الأراضي الفلاحية.
إن الموقع الاستراتيجي لجهة سوسة بوسط الشريط الساحلي التونسي جعل منها منطقة تتتالى عليها الحضارات الفينيقية و الرومانية و البيزنطية و الإسلامية مما ميزها بثراء وتعدد المواقع الأثرية من أهمها المقابر الرومانية ورباط مدينة سوسة والجامع الكبير المصنف بقائمة التراث العالمي لليونسكو والذي يعود للعهد الأغلبي إلى جانب متحفها الأثري الذي يضم ثاني اثرى مجموعة لوحات فسيفسائية بعد متحف باردو. كما تتميز الجهة باحتوائها على موقع بيئي هام يتمثل في المحمية الطبيعية بسبخة الكلبية والتي تمتد على مساحة 8000 هكتار.
0 التعليقات:
إرسال تعليق