تقع ولاية قابس على الساحل الشرقي بجنوب البلاد وتمثل مساحتها نسبة 4.5 بالمائة من المساحة الجملية للبلاد. تضاريس الولاية تتكون في الجنوب من منطقة جبلية يصل أقصى ارتفاع بها إلى 700 متر وتمثل الجزء الشمالي لسلسلة جبال مطماطة وتفصلها عن ساحل البحر سهول تمثل الجزء الشمالي لسهل الجفارة. وتمتد بوسط الولاية أراضي منبسطة يشقها من الغرب نحو الشرق منخفض يمثل الجزء الشرقي لشط الغرسة.أما في الشمال فتمتد سهول يتصاعد ارتفاعها من الساحل نحو داخل الولاية وتتخللها هضاب يصل ارتفاعها إلى 500 متر.
تتمتع الجهة بمناخ مزدوج بين ساحلي جاف وقاري صحراوي حيث يساهم البحر بخليج قابس في تلطيف المناخ على مناطق الشريط الساحلي حتى عمق يتراوح بين 30 و 40 كلم، أما بداخل الولاية فهو صحراوي جاف وحار في الصيف حيث يتراوح معدل درجات درجات الحرارة بين 8 درجات مئوية في فصل الشتاء و30 درجة صيفا. الأمطار شحيحة وغير منتظمة حيث لايتجاوز المعدل السنوي لنزول الأمطار ال 200مم.
أما السكان فيتوزعون على تراب الولاية بصفة متفاوتة حيث يتواجد أكثر من نصف السكان على الشريط الساحلي وبالخصوص بمدينة قابس وأحوازها وبدرجة أقل بمدينتي الحامة ومارث مما جعل نسبة السكان الحضر بالولاية تبلغ 68 بالمائة وهي نسبة قريبة من المعدل على المستوى الوطني الذي يبلغ 65 بالمائة.
يعتمد اقتصاد الجهة على عدة مجالات متنوعة من صناعة وفلاحة وصيد بحري وسياحة وخدمات مختلفة. يعتبر القطاع الصناعي من أهم الأنشطة الاقتصادية حيث يستقطب حوالي 20 بالمائة من مجموع السكان النشطين والمشتغلين إذ تضم الجهة أبرز قطب للصناعات الكيميائية للفسفاط بالبلاد الى جانب العديد من الأنشطة الأخرى منها خاصة صناعة الاسمنت ومواد البناء والصناعات الغذائية والصناعات الميكانيكية والكهربائية. أما القطاع الزراعي فلا يستوعب الا نسبة 16 بالمائة من السكان النشطين والمشتغلين وتتمثل الانشطة الزراعية بالخصوص في فلاحة الواحات والمناطق المروية والأشجار المثمرة مثل الرمان وبدرجة أقل زراعة الحبوب وتربية الماشية. كما أن قطاع الصيد البحري يحتل مكانة هامة بالجهة حيث يعتمد بالأساس على استغلال المنتجات البحرية التي يزخر بها خليج قابس. فيما يخص القطاع السياحي فمازال يعتبر محدودا ولم يتطور بالقدر المطلوب وتتمثل الانشطة السياحية بالخصوص في سياحة العبور الثقافية بمطماطة والسياحة الاستشفائية بالمياه المعدنية بالحامة.
وتتميز ولاية قابس بموقع فريد من نوعه في البحر المتوسط حيث تجمع بين عناصر طبيعية مختلفة كالواحة والصحراء والجبال والبحر وسواحل شاطئية جميلة فهي بذلك تشكل مخزونا لمادة سياحية متنوعة تحتاج لدعم كبير لتطوير استغلاله وخصوصا على المستوى البيئي من خلال مزيد دعم برامج مقاومة التصحر والتلوث الصناعي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق