...

روابط قد تهمك



تتميز ولاية القيروان بعمق الأصالة والحضارة العربية والإسلامية حيث تقع بوسط البلاد التونسية وتنتمي في أغلبها إلى الجهة الشمالية لمنطقة السباسب السفلى وتمثل مساحتها نسبة 4.2 بالمائة من المساحة الجملية للبلاد. تتكون تضاريسها من سهول شاسعة تمتد شرق الولاية وتمثل مصب كبير لشبكة كثيفة من الأودية من أهمها واد زرود وواد مرق الليل اللذان يعبران سهل القيروان. هذه الشبكة من الأودية تنطلق في أغلبها من المناطق الجبلية الواقعة غرب الولاية والتي تمثل منطقة الظهرية التونسية.
تتميز ولاية القيروان بمناخ ذو طابع قاري شبه جاف مع صيف حار وجاف وشتاء بارد ورطب حيث المعدل السنوي للأمطار يتراوح بين 200 و 300 مم ويصل إلى 400 مم بالمرتفعات الجبلية في شمال الولاية. أما معدل درجات الحرارة، فيتراوح بين 12 في فصل الشتاء و 30 درجة مئوية في فصل الصيف.
أما سكان الولاية فيتوزعون على كامل المعتمديات بصفة متوازنة نسبيا مع تركز أكثر للسكان في شرق الولاية. هذا وتتميز ولاية القيروان بأهمية السكان الذين يقيمون في الأرياف إذ تقدر نسبتهم ب 70 بالمائة من العدد الجملي لسكان الولاية وتعتبر هذه النسبة عالية مقارنة بالمعدل على المستوى الوطني الذي يبلغ 35 بالمائة.
تزخر ولاية القيروان بموارد مائية هامة وتعتبر جهة زراعية بالدرجة الأولى حيث تمثل الفلاحة أهم مورد اقتصادي بالجهة وتستوعب نسبة 40 بالمائة من الفئة النشطة من السكان. وتتميز الأنشطة الزراعية بالجهة بتنوعها وهي تتركز بالخصوص على زراعة المناطق المروية وزراعة الضيعات التي تنتشر فيها الأشجار المثمرة والزراعات الصناعية مثل التبغ والقطن إلى جانب تربية الماشية. أما زراعات الحبوب والأعلاف فهي تشهد تراجعا لفائدة زراعات أخرى لها مردود أعلى. رغم هذا الطابع الزراعي فإن الجهة تتميز بمنتوجها الصناعي التقليدي وكذلك بقطاعها السياحي المتمثل في سياحة العبور الثقافية. أما قطاع الصناعة فقد شهد بعض التنوع والتطور ليشمل صناعة التبغ والنسيج والجلد والصناعات الميكانيكية والكهربائية كتركيب السيارات.
على المستوى البيئي تجدر الإشارة إلى أن الأراضي الزراعية بالجهة تتعرض لضغط كبير بفعل التعرية المائية وذلك نظرا لعدم انتظام نزول الأمطار من سنة لأخرى حيث تمر الجهة بفترات جفاف يتبعها هطول غزير للأمطار مما يسبب انجراف التربة. وقد مكّن بناء العديد من السدود في الحد من هذه الظاهرة إلى جانب حماية الجهة من الفيضانات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق