ولاية من تونس

تقع ولاية تونس على الشريط الساحلي للشمال الشرقي للبلاد التونسية وتنتمي إلى الجهة الشمالية الشرقية للظهرية التونسية وتمثل مساحتها 0.2 بالمائة من المساحة الجملية للبلاد. تتكون تضاريس الولاية في معظمها من سهول تنحدر برفق نحو المنخفضات المائية وتتخللها بعض الهضاب التي لا يتعدى ارتفاعها 50 متر عدى في غرب الولاية التي توجد بها تلال يصل ارتفاعها إلى 200 متر. وتغطي المنخفضات المائية حوالي خمس مساحة الولاية وهي تتمثل في سبخة السيجومي وبحيرة تونس الشمالية المتصلة بالبحر الأبيض المتوسط.

تتميز جهة تونس بمناخ متوسطي شبه جاف ذو مناخ معتدل ورطب وصيف جاف وحار حيث يصل معدل درجات الحرارة السفلى 6 درجات مئوية في فصل الشتاء ويمكن أن تتجاوز الحرارة القصوى 45 مئوية في فصل الصيف. أما المعدل السنوي للأمطار بالولاية فيصل إلى 450 مم.

تمثل ولاية تونس أهم قطب سكاني بالبلاد حيث تتميز بطابعها الحضري إذ تبلغ نسبة التحضر 100 بالمائة. أما السكان فيتوزعون على كامل تراب الولاية بصفة متوازنة نسبيا مع تركز للسكان بكثافة عالية بوسط الولاية بين بحيرة تونس وسبخة السيجومي وحول شمال وجنوب المدينة العتيقة التي تمثل النواة الأولى لمدينة تونس.

باعتبارها عاصمة البلاد السياسية والاقتصادية تعتبر ولاية تونس على المستوى الوطني أهم قطب اقتصادي وأكبر مركز للتشغيل والمركز المالي الرئيسي للبلاد حيث تتواجد بها معظم المقرات الاجتماعية للمؤسسات التونسية. كما تتمتع الولاية ببنية أساسية متطورة أهلتها لتحتل مكانة هامة على المستوى الإقليمي والعالمي. وقد ساهمت هذه البنية التحتية في تطوير علاقتها وتفتحها على المحيط الخارجي وساعدتها على الاندماج في منظومة الاقتصاد العالمية. تعتمد الأنشطة الاقتصادية في الولاية بالأساس على قطاعات الخدمات والتجارة والصناعة والتي تشغل نسبة هامة من سكان الولايات المجاورة.

أما النشاط الزراعي فهو محدود نظرا للصبغة الحضارية للولاية، وينحصر في الزراعات المروية المكثفة المتواجدة بغرب الولاية. في ما يخص النشاط السياحي فهو متنوع ومتطور ويتمثل في السياحة الشاطئية بشمال الولاية وسياحة الأعمال والمؤتمرات والسياحة الثقافية للمواقع الأثرية والمتاحف التاريخية.

تزخر ولاية تونس بالعديد من المواقع الأثرية والثقافية التي تشهد على الماضي أهمها مدينة قرطاج والمدينة العتيقة التي تضم أقدم وأهم مركز ديني بشمال إفريقيا وهو جامع الزيتونة إلى جانب متحف باردو الأثري الذي يضم أثرى وأهم مجموعة لوحات فسيفسائية في العالم. بيئيا تشمل الولاية بحيرة تونس الشمالية التي تتوسطها جزيرة شكلي المحمية الطبيعية وقد مكن استصلاح وتطهير بحيرة تونس من خلق فضاء عمراني جديد بالعاصمة متكامل وحديث يضم مناطق خضراء ومراكز تجارية وترفيهية هامة.